{تكاد السموات يتفطرن من فوقهن} تكاد كلُّ واحدة منها تتفطَّر فوق التي تليها من قول المشركين: اتَّخذ الله ولداً. {والملائكة يسبحون بحمد ربهم} يُنزِّهون الله تعالى عن السُّوء {ويستغفرون} اللَّهَ {لمن في الأرض} من المؤمنين.{والذين اتخذوا من دونه أولياء} أَيْ: آلهةً. {الله حفيظ عليهم} يحفظ أعمالهم ليجازيهم بها {وما أنت عليهم بوكيل} لم تُوكَّل عليهم، وما عليك إلاَّ البلاغ.{وكذلك} وهكذا {أوحينا إليك قرآناً عربياً} بلفظ العرب {لتنذر أمَّ القرى} أهل مكَّة {ومَنْ حولها} سائر النَّاس {وتنذر يوم الجمع} تخوِّفهم بيوم القيامة الذي يجمع فيه الخلق {لا ريب فيه} كما يرتاب الكافرون {فريق في الجنة وفريق في السعير} إخبارٌ عن اختلاف حال النَّاس في ذلك اليوم.{ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة} لجعل الفريقين فريقاً واحداً {ولكن يدخل مَنْ يشاء في رحمته} بيَّن أنَّه إنَّما يُدخل الجنة مَنْ يشاء، فهو فضلٌ منه {والظالمون} والكافرون {ما لهم من وليٍّ ولا نصير} ناصرٍ يمنعهم من العذاب.{أم اتخذوا} بل اتَّخذوا {من دونه أولياء فاللَّهُ هو الوليُّ} لا ما اتَّخذوه من دونه.{وما اختلفتم فيه من شيء} من أمر الدِّين {فحكمه إلى الله} لا إليكم، وقد حكم أنَّ الدِّين هو الإِسلام لا غيره. وقوله: {جعل لكم من أنفسكم أزواجاً} حلائل {ومن الأنعام أزواجاً} أَيْ: خلق الذَّكر والأنثى {يذرؤكم فيه} أيْ: يُكثِّركم يجعله لكم حلائل؛ لأنهنَّ سبب النَّسل، و{فيه} بمعنى به {ليس كمثله شيء} الكافُ زائدةٌ، أَيْ: ليس مثله شيء.